انتهت جلسة التداول يوم الاثنين في وول ستريت بارتفاع واثق في المؤشرات الرئيسية، بما في ذلك S&P 500 وداو جونز، اللذان وصلا إلى مستويات تاريخية. المحرك الرئيسي — اهتمام المستثمرين بعمالقة التكنولوجيا قبل تقارير الأرباح الشركات القادمة والبيانات الاقتصادية الهامة.
على الرغم من نشاط التداول الهادئ نسبيًا بسبب إغلاق أسواق السندات لعطلة فيدرالية، تم تداول 9.55 مليار سهم. بالمقارنة، كان متوسط حجم التداول خلال العشرين يومًا الماضية 12.05 مليار سهم. ومع ذلك، حتى مع انخفاض أحجام التداول، حافظت وول ستريت على الزخم الصاعد الذي بدأ يوم الجمعة عندما بدأت أكبر البنوك الأمريكية موسم أرباح الربع الثالث بملاحظة إيجابية.
وسط هذا التفاؤل، تجاوز مؤشر داو جونز الصناعي علامة 43,000 نقطة لأول مرة في التاريخ. هذا النمو مدفوع بتوقعات أرباح الشركات: من المتوقع أن تصدر 41 شركة من S&P 500 نتائجها هذا الأسبوع. ستساعد هذه الأرقام المستثمرين في تقييم الحالة الحالية للاقتصاد الأمريكي وتحديد ما إذا كانت الشركات يمكنها الاستمرار في تبرير التقييمات العالية لسوق الأسهم.
المساهمة الرئيسية في ارتفاع المؤشرات يوم الاثنين جاءت من شركات التكنولوجيا، خاصة في قطاع أشباه الموصلات. ارتفع مؤشر أشباه الموصلات (.SOX) بنسبة 1.8%، ليصل إلى أعلى مستوى له في شهرين. بشكل ملحوظ، ارتفعت أسهم Arm Holdings بنسبة 6.8%، وأغلقت Nvidia (NVDA.O) بارتفاع 2.4%، مسجلة سعر إغلاق قياسي. أصبحت هذه الشركات قادة النمو، مما سحب السوق معها.
كان مؤشر تكنولوجيا المعلومات القائد الواضح بين جميع قطاعات S&P 500، بزيادة قدرها 1.4%. تدفق المستثمرون بشكل كبير إلى شركات التكنولوجيا، مما أدى إلى نمو عمالقة مثل Alphabet وApple وMicrosoft وTesla. أظهرت أسهمهم مكاسب تتراوح بين 0.6% و1.6%، مما عزز بشكل كبير من موقف السوق.
أنهت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت اليوم بملاحظة إيجابية. ارتفع مؤشر S&P 500 بمقدار 44.82 نقطة، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 0.77%، ووصل إلى 5,859.85 نقطة. في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر ناسداك المركب بمقدار 159.75 نقطة، أو 0.87%، وأنهى اليوم عند 18,502.69 نقطة. أضاف مؤشر داو جونز الصناعي 201.36 نقطة، أو 0.47%، ليصل إلى رقم قياسي 43,065.22.
على الرغم من الارتفاعات الجديدة لداو، كانت مكاسبه محدودة إلى حد ما بسبب تراجع في الأسهم الفردية. تراجعت أسهم العملاق الصناعي Caterpillar بنسبة 2% بعد أن خفض أحد الوسطاء تصنيف السهم. كما أظهرت Boeing ديناميكيات سلبية، حيث انخفضت بنسبة 1.3% بعد الإبلاغ عن خسارة في الربع الثالث أكبر من المتوقع.
أضافت تقارير أرباح الربع الثالث من البنوك الكبرى إلى التفاؤل في السوق. يأمل المستثمرون أن تساعد النتائج الإيجابية في استمرار الاتجاه الصاعد حتى عام 2024. ومع ذلك، يحذر العديد من المحللين من أن التقييمات العالية للأسهم قد تكون عقبة رئيسية. يتم تداول S&P 500 حاليًا عند 21.8 ضعف الأرباح المستقبلية، وهو أعلى بكثير من متوسطه طويل الأجل البالغ 15.7. هذا يخلق بعض الضغط على الشركات التي قد تكافح لتلبية توقعات المستثمرين.
من المتوقع أن يكون نمو أرباح S&P 500 للربع الثالث بنسبة 4.9% على أساس سنوي، وفقًا للبيانات التي أصدرتها LSEG في نهاية الأسبوع الماضي. يمكن أن تكون هذه النتائج مؤشرًا رئيسيًا على قوة الاقتصاد والتوقعات المستقبلية لسوق الأسهم.
ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر استمرار موسم أرباح الشركات، وقد بدأ المحللون بالفعل في التعبير عن توقعات إيجابية. أشار كيفن مكولوغ، مستشار المحافظ في Natixis Investment Managers Solutions، إلى أن توقعات أرباح الشركات الحالية أقل تضخمًا مقارنة بالدورات السابقة، مما يجعل من السهل على الشركات تحقيقها.
قال مكولوغ: "تختلف دورة الأرباح هذه عن الدورات السابقة عندما كانت التوقعات مرتفعة للغاية، ووجدت الشركات صعوبة في تحقيقها". وأكد أنه مع انخفاض مستوى التوقعات الآن، من المرجح أن يتفاعل المستثمرون بشكل إيجابي مع نتائج الشركات. هذا السياق يخلق ظروفًا مواتية لارتفاع أسعار الأسهم مع صدور تقارير الأرباح.
يوم الثلاثاء، سيتحول الانتباه إلى تقارير اللاعبين الماليين الرئيسيين مثل Bank of America وCitigroup. بالإضافة إلى ذلك، ينتظر السوق نتائج عمالقة الرعاية الصحية Johnson & Johnson وUnitedHealth Group. سيكون أداؤهم مؤشرًا مهمًا للمستثمرين الذين يقيمون حالة القطاعات الاقتصادية الرئيسية.
يراقب المستثمرون أيضًا عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة، لا سيما أرقام مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر. ستكون هذه الأرقام حاسمة في فهم الصحة المالية للمستهلكين في الولايات المتحدة، مما سيساعد بدوره في التنبؤ بالخطوات التالية للاحتياطي الفيدرالي.
أبرز كيفن مكولوغ أن البيانات المتعلقة بالمستهلكين أصبحت ذات أهمية متزايدة في تحليل الظروف الاقتصادية الحالية. وأشار إلى أن سلوك المستهلك هو الآن المحور الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي، خاصةً مع توجيه سياسته لدعم النمو الاقتصادي.
وسط توقعات بانخفاض أسعار الفائدة، أعرب اثنان من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن مواقف حذرة بشأن القرارات المستقبلية. توقع رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، تخفيضات معتدلة فقط في أسعار الفائدة مع استقرار التضخم بالقرب من هدف البنك المركزي البالغ 2%. في الوقت نفسه، شدد محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر على أهمية اتباع نهج حذر في تخفيضات الفائدة، مؤكدًا على الحاجة إلى تحليل دقيق للظروف الاقتصادية.
كان النمو الرئيسي في سوق الأسهم يوم الاثنين مدفوعًا بشركات التكنولوجيا الكبرى، التي ترتبط تقليديًا بمعدلات نمو عالية. ساعد أداؤهم في تعزيز ناسداك بشكل كبير، ليصبح قائد اليوم. في الوقت نفسه، أنهت مؤشرات S&P 500 وداو جونز الجلسة عند مستويات قياسية جديدة.
وسط نتائج إيجابية للمؤشرات الأمريكية، انخفضت أسعار النفط، بينما ظل الدولار مستقرًا. كانت هذه التغييرات مدفوعة بأخبار اقتصادية سلبية من الصين، مما أثار مخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي. خيبت بكين، التي تعهدت بزيادة كبيرة في الديون لدعم اقتصادها يوم السبت، آمال المستثمرين بسبب عدم وجود تفاصيل ملموسة حول الإجراءات التحفيزية المقترحة.
كان عامل سلبي آخر للأسواق العالمية هو التباطؤ الحاد في الصادرات الصينية، والتي صدرت بياناتها يوم الاثنين. جاء هذا التقرير أقل بكثير من التوقعات، مما يبرز الحاجة إلى تحفيزات اقتصادية قوية ومحددة. قال سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في CFRA Research: "من الواضح أن الصين تواجه مشاكل". ووفقًا له، فإن أسعار النفط تعد مؤشرًا واضحًا على عدم الثقة في أن بكين ستتمكن من إعادة توجيه اقتصادها إلى المسار الصحيح، خاصةً في ظل عدم وجود إجراءات ملموسة.
أُغلقت أسواق السندات يوم الاثنين بسبب عطلة يوم كولومبوس، وترك غياب التقارير الاقتصادية المهمة أو أرباح الشركات المستثمرين في حالة ترقب. ومع ذلك، من المتوقع أن يتغير الوضع بحلول نهاية الأسبوع: سيتم إصدار بيانات رئيسية حول مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي وبدايات الإسكان. ستوفر هذه التقارير مؤشرات مهمة عن الحالة الحالية للاقتصاد وقد تؤثر على معنويات السوق.
بحلول نهاية الأسبوع، سيركز المستثمرون على الشركات الكبرى التي ستصدر نتائجها المالية. من بينها Bank of America وCitigroup وGoldman Sachs وMorgan Stanley وعملاق البث Netflix. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تقدم العديد من الشركات في قطاعات الرعاية الصحية والصناعية تقاريرها، مما قد يؤثر على تحركات السوق.
أنهت الأسواق الأوروبية التداول عند أعلى مستوياتها في أسبوعين على الرغم من التقلبات المستمرة. اختار المستثمرون التركيز على موسم أرباح الشركات القادم واجتماع البنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، متجاهلين خطط التحفيز الاقتصادي في الصين. أظهر مؤشر MSCI العالمي مكاسب، حيث ارتفع بنسبة 0.51% ليصل إلى 857.10 نقطة.
ارتفع مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.53%، بينما زاد FTSEurofirst 300 بنسبة 0.56%. تشير هذه الأرقام إلى أن الأسواق الأوروبية تحافظ على زخم إيجابي على الرغم من عدم اليقين الاقتصادي العالمي. في الوقت نفسه، شهدت أسهم الأسواق الناشئة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.02%، مما يعكس تفاؤلًا حذرًا بين المشاركين في السوق.
أنهت الأسواق الآسيوية-الباسيفيكية الجلسة دون اتجاه واضح. ظل مؤشر MSCI للمنطقة، باستثناء اليابان، دون تغيير تقريبًا، حيث انخفض بنسبة 0.02% فقط. ومع ذلك، واصل مؤشر Nikkei الياباني حركته الصعودية، حيث ارتفع بمقدار 224.91 نقطة، أو 0.57%، ليغلق عند 39,605.80 نقطة.
واصل الدولار الأمريكي قوته، حيث وصل إلى أعلى مستوى له في 10 أسابيع مقابل سلة من العملات العالمية. تم دعم هذا الاتجاه من خلال البيانات الاقتصادية التي أكدت التوقعات بتخفيض معتدل في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما عزز الثقة في الدولار وسط عدم اليقين العالمي.
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، بما في ذلك اليورو والين، بنسبة 0.18% ليصل إلى 103.23. في الوقت نفسه، ضعف اليورو، حيث انخفض بنسبة 0.31% ليصل إلى 1.0903 دولار. كما ارتفع الدولار بنسبة 0.42% مقابل الين الياباني، ليصل إلى 149.76 ين لكل دولار. يستمر تعزيز العملة الأمريكية في جذب انتباه المستثمرين وسط توقعات بتخفيضات مستقبلية في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
واصلت أسعار النفط الانخفاض بعد أن خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعامي 2024 و2025. أضاف إلى الضغط الانخفاض المستمر في واردات الصين من النفط، والتي انخفضت للشهر الخامس على التوالي. انخفض النفط الخام الأمريكي بنسبة 2.29% ليغلق عند 73.83 دولار للبرميل، بينما انخفض خام برنت بنسبة 2% ليصل إلى 77.46 دولار للبرميل.
مع تعزيز الدولار، تراجع الذهب عن أعلى مستوياته الأسبوعية. انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.12% ليصل إلى 2,652.68 دولار للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.09% لتصل إلى 2,655.30 دولار للأوقية. يستمر ارتفاع العملة الأمريكية في التأثير على المعادن الثمينة، مما يقلل من جاذبيتها للمستثمرين.
روابط سريعة